الى عينين عسليتين وقلب مرصع بالقُطن
كنت في جُلِّ متعتك، كنت وجهاً عاتماً يضيئه مسكبان امتلئا بالعسل، وحولَهٌما حراشف مبتلة تذوقت حلاوة الشهد والقطر المملح وأشعه الشمس، تحولَ كونك الى الى فمٍ يريد تقبيل الحياة فيا، قبَّل فَمُكَ وذُبتَ بمحتوياتكَ، كنت قلباً يطرق بسرعة وفماً منغمساً في اكتشاف المنابع الطائفة، بمائها الحلو واللزج والقليل الملوحة والرائب والشاف والشفاف، تذوقتَ رصائع الماء من منابعه المتناثرة على متن هو لي يحرُكُ تارةً كحصان وتارةً كسحلية وأحياناً كعقاربِ ماءٍ تلاحقُ زمنها المرصوص على متنك، متنُ الزمن الاخير.
كان متني الجامع للكائنات من تحتك يشتعل، يريد أن يؤنسك بلغةٍ خلت من كلماتها. لغةُ متني وحيُه، وسحرُه وشهوتُه المتحركة من داخله اليك مرة واحدة، لا تتوقف.
أنا لا أعرفك، ولا أحاول طرح أي سؤال قديم عن جسدك المتهتك بفعل الزمن والأجساد التي حطت عليه، ولكن هل ولجت قبلاً بصدق، كل ما اشعرُ به حينما يستقيمُ لسانك مداعباً حنجرتي، ومتنك يَلِجُ فيصل الى معدتي وكل ما حاولت ابتلاعك من الفرج والفم لأسقى الشهوة قليلا من حلاك، أراك خيلا يَلِجُ في انثاه للمرة الاولى.
انت جالبُ المتعة، وساكِنُها، وقاصُها، وواصفُها وبانيها .. هيكل جسدك يتحور من إنسٍ الى ثعبان، تنبتُ لك الزعانفُ وتستنشق أنفاسك من منتصف نُخاعِك فتصبحُ حوتاً يسبح في ماء العين والجسد، يترامى ريشك على أكواعك وأطراف يديك اللتان تحورتا الى جناحين من قطن فيتكون فيك طائر، ما ان حطَّ على البر حتى لاحت من روحه ألوان القزح ونبت من خصره الى رأسه قصص وأحلام بشكل أعين من وبر فصار طاووساً كما يحب، أنت كائن بهيئات الطبيعة وتحولاتها، لا ثبات عندك الا في المستقر المتن والفم، هو فم يبذخ بالنطق على تقاسيم لحمي النيئ الملتهب، وثقوب يشعلها الحميم.
لا أسأل من أنت بالضبط، ولكن كلُّ ما أعرفه أنك عندما كنت هناك في بقعة بعيده من الطبيعة ، تصطاد النجوم وتطلق النيازك وتنقع الألوان بالماء والضوء والسكر وتقنعها بأن تتجلى في هيئات على الأرض رأيتُك، رأيتُ وجهاً عاتماً من خيال، ومنبعا عسلٍ تنفثان روحاً وتسحبان الحي اليهما، وصوتاً هو امتزاج موجهٍ خرجت من باطن القاع والتفّت بدفئ فوق جبال تغلفها الطحالب المخملية، وتسقيها الشمس من لونها وتحييها من زمنها، صوتك أقدم من جسدك، تكُّونَ منذ بدء المجرة ولا يزال، يمدُّ من دفئه الشمس ومن وصله القمر ومن سحره عطارد، رأيتك واقتربتُ، وانتَ اقتربت، فخلعتُ جسمي عني ورأيتَ أنت التجرد أجُلًّه فَذهلت، أريتكَ الخوف مصدره، والوقت منتهاه، والفرح سره والشهوة مبتغاها وعيناي والسندس وأحلام الربيع، أقبلتَ باتجاه ما تكشَّفَ لك، وقبّلتَ روحي المالحة فتلونت وتحولَ ملحها الى عسلٍ مُقطًَّّر.
_________________________________________
يخليلي ياك .. وعيونك
يخليلي ياك .. وعيونك
يخليلي ياك .. وقلبك وجنونك
يخليلي ياك .. وشعور عم بيمد .. بيسجد للمدى وبيروح ..
خيطان الشمس بتنسل عالصبح لما تصحى روحك
والقمر بيغطيك لما تغفى وتنام وبيتنفس بنورك
والونس لما ينطق .. بيحلف بوجهك .. يا عسل .. يا قطر .. يا رفيق الحياة ..
يخليلي ياك .. وضحكة بتنرسم من سماك من جفونك .. لتبدد السحاب وتغني صور وشجر وسهول وأمنيات ..
يخليلي ياك .. واحساسك وكونك
القصص كلا انت .. وما بتكمل بدونك
يخليلي ياك .. ويخليني مجنونك ..
الملل لما تكون بيتحول لربيع .. والفصول بحضورك بتختفي وبتضيع .. بيبقا منا صيف .. شمسا بتدندن صبح .. بيهواك .. بيهواك .. بيهواك .. بيودك .. وبيكونك ..
يخليلي ياك .. وعيونك
يخليلي ياك .. وقلبك وجنونك
يخليلي ياك .. وشعور مالو هيئة .. معناه الوصل .. بيسجد للمدى وبيروح ..
يخليلي ياك..
_________________________________________
دخيل ضحكتك وحلاك
دخيل ضحكتك وحلاك
ووصلك وكلامك ومنبعك والبسمة
بمداك يا قمر ازرق، بيسبح كون وضو
وبنطقك بيفيق كلام الود وبتسرح بحور
وبترسى مراكب وبيتجلى العبور ، وبتورد سلاسل من عنب وبيغني السحاب وبيدوب العنبر بالهوا وبتشرب الوردات من رموش الفراشات وبينبت السرو تفاح وزيتون وبيولد القمح حبات لولو ومرجان وبينسكب الندى عل جسم قطرات مربعة بلون الغزال وبينغزل الحلم بسط واشرعة تسبح بمي الخيال وبيطير الدجاج وبتشرد الفرس مع رفيقا الفيل وبيسجد الجبل للنملات وبيرتفع القطن وبتهبط الغيمات وبيصير المستحيل بخات .. نفحات غبرة وطلع بترافقو النحلات وبينشرو الزهر .. وبيقول
دخيل روحك لما تهمس
وهمسك لما تحكي
وحكيك لما تقول
انت طير بيهدي الجبل وطريق بينسكب سهل ونهر وشجر .. .. انت جسد جوا روح .. وروح عبرت جسد.
يا غزال .. يا معنى الوصال .. يا ونس .. دخيل انت يا قمر .. وحلاك واللي سماك .. واللي كونك ما اجملك.
04/2019
بعدان لمحت اجفاني الضوء، ازحت رأسي باتجاهك، اراقب وجهك المقنع لوهلة واغرق من جديد لاستكمال احلامي ذات الابعاد السبعة والقطن و ألوان الشمندر، ولكن ويال حظي السعيد لم يكن وجهك مقنع، كانت عيناك الصغيراتان تحاولان تذوق الضوء والتماس وجهي، سعدت وتفاجئت لأنني لم أكن اتوقع عيناك بعد، هذا السحر الرقيق دفع جسدي ان يصحو على لحظة سعادة ومفاجأة وضوء مختل اتاني مرتجاً من النافذة، ركبت على جسدك كله، قطة فوق شجرة بينهما لحاء من قطن، قبلتك وتمسكت بك، اصدرت اصواتا تضحكك، ذهبتُ ومن ثم عدتُ وكنتَ لاتزال في انتظاري، كان بين جسدك ووجهك الضحوك وبيني غطاء سرير ازرق، جلد سريرنا قماشي الملمس بلون السماء.
قلتُ في نفسي انه مكان فسيح يسعني، تموضعت بجانبك، عدنا للعناق، مطمطتُ جسدك، ازحتني، كدت توقعني، قبلت جسمك، قلتَ هيا بنا، وافقتك الرأي ولكن لم أتحرك .. حتى وقفتَ وحملتني ورأيتُ انعكاس ضحكنا ملتصق بالمرآة منذ البارحة، وجدته على الحائط وفي السرير وعل الارض والنافذة، قلتُ في نفسي كيف للضحك ان يلتصق هكذا من دون ادنى قدرة على الانزلاق، وبدا لي ان الجدران والنافذ وحتى السرير والخزانة تعشقتا ضحكنا المتراكم ملايين اللحظات، كدخان السجائر حتى بات الضحك اصل من صلب المادة ومادة موازية تحيط حواف الغرف وتعزل الجدران والشبابيك.
آلمك ظهرك من حملي، رسوتَ على كرسيك وانا في المطبخ، حضرتُ قهوتنا صببتها انت، قبلتك أنا، غيرتُ الكأس وتركته، لحقت بي وقمت بغسله اختصارا للوقت، أحببتك وقبلتك وارتاح كل منا في ركنه، قلتَ ان صديقتك لن تأتي سمعتك وتابعت انا ما كنت في صدد فعله، بعد وقت خرجتُ عن صمتي وجئتك وقبلتك وتواعدنا ان نلتقي بعد حين.
انتصفت السماء، وارتكزت الشمس قرب النافذة، اراحت نسائم خفيفة اقمشة الستارة الموضوعة بإتقان، والمشكولة بخيوط جنسها بطريقة غريبة، قلت ان صديقتك ستأتي عند السادسة.
هل تأكلين سألت، اجبت بنعم، أعددت ما أحببت لأكله وأكلت أنا إجاصة سألتني عن العشاء، أجبتك، وبعدها دخلتَ في الصمت، رغبتُ بإزاحته عنك، لم تردْ فصمت عنه أنا الأخرى وابتدعت حديثا خام عن عشاء الليلة، تكلم صمتك بغير سياقه فأحسست أنني لا بد أن أغيب عنك قليلا لترتاح، حاولت استمالتك وانت تُشّرح منشر الغسيل وتعالج تضاريسه المكسورة، لم تعرني اهتماما.. عدت للصمت كقطة وبعدها علمت أنه علي الخروج لاتذوق قولا ما من نسائم الغيم بعد أن اكلتْ الصمت والشمس .. ستذهبين سألتني قلتُ نعم .. سُعدت لسؤالك فالغيم أكل صمتك أيضا وعدتَ بلحظة إلى الكلام.. كنتَ تستعيد رونقك ذاك الذي تذوقت من حلاه صباحا ..
دخلنا في الغياب، انت في المنزل وانا في القاع الممطوط على عجلات وزعيق حديد وأبواب تعول وترن، قرأت الكتاب، خرجت من السواد، قبلتني الشمس، مشيت استمتع بأعناق الشجر وبناته الأغصان وأوراقه المتراخية خضرة تتوهج بفعل قبلات الضوء على سطحها المشغول لونه بعناية، دخلت متجرا أحضر بعض الأشياء لنا وتوجهت من فورها الى المنزل، أحسست الشارع غريبا، شارع منزلي بدا غريب، سررت للشعور الغريب ولم أخف، هذا يعني أنني بت معتادة على شارع آخر، شارعك.
دخلت المنزل مرتبكة .. غرفتي كانت بيضاء عرفتني فورا، القينا التحية بخجل وبدأنا انا والغرفة نتآلف مع فكرة الوداع .. تركت غرفتي وضوئها وطاقتها الضاحكة داخلي وعدت اليك.
وصلت الى المنزل، منزلك، وارتبكت من جديد.. فأنا لا أعرف الدخول بين الأصدقاء لاأزال خجولة وجديدة .. أكلنا انا وانت وصديقتك ولم أشعر بالطعام كثيرا ولا بنكهاته، هكذا أنا إن ذبلت مزاجيتي في الشعور نطقت أثناء تناولي الطعام، لا تقلقني مزاجيتي أثناء الأكل، لا مشكلة عرفت أن الأمر توتر لا محالة، وزاد توتري فكرة ذهابي من جديد..ولكن بعد وقت وعدد من السجائر عدت لهدوءي النسبي، لم يكن نسبيا لأنني سأغادر، أحسست بالتعب من الفكرة، دارت ودارت ودارت ثم ابتلعتها، جاءتني فكرة اخرى تقول اننا لن ننام سويا اليوم، استقبلتها بحب، كنت احبك وانت تكلم صديقتك التي بدت كأختك الكبرى، واحبك وانا لن اصحو على جسدك غدا ..
ما اذكره أننا في أقل من ثوان كنا نخطط لكي أهرب، أصابني الحماس والشوق في آن .. لماذا أهرب ..
لأول مرة منذ مدة سعدت أن لي بيتا آخر أهرب إليه، لو لم تكن لدي غرفة لارتبكت أكثر، أمر جيدة أننا لم نكن نسكن سويا في تلك اللحظة، سعيدة أنا فلي مكان التجأ اليه في لحظات الغفلة هذه .. وهو ومكاني ولن أزعج أحد، شعرت أيضا ابتعادي عن مكاننا .. لسنا في بقعة واحدة بعد، لانزال كل منا في مكانه ونلتقي في مكانك غالب الوقت وكان في آخر اللحظات قبل هروبي منه مكاننا، انفصلت عن مكاننا وعدت لفكرة ان لي مكانا منفصلا التجأ اليه وكانت فكرة جيدة البارحة.
خلال عودتي ساءتني فكرة انفصال الأمكنة، بلحظة تحولت غرفة جلوسك من مكاننا الى غرفة جلوسك التي علي الهرب منها فورا ومن دون اثر .. ولكن أحسست مع ذلك بالاطمئنان أننا سويا وأردت أن أقول لك، أننا أمدُّ من الزمن وأوسع من الأماكن وإن أردت الغياب فهو لك مرشوش بماء الزهر وإن أردت الانتقال والإقامة في بقع ثانية دوني فلا مشكلة سنبقى سويا وكل ما يأتي سيدور حول هذه الحقيقة .. افعل ما تشاء واذهب الى حيث أردت واسترجع مكانك ورصع ذكرياتك .. نحن التقينا وانتهى .. هذا هو المهم.
أعرف أنك لم ترد أن أهرب وتقلقت قبل قلقي الوجيز .. أعرف أنك لم ترد أن أذهب وأردت أن نبيت سويا ونتذوق شذرات الصباح أنا بوجهي الغارق بشبهات منامات منسية وانت بساعات قليلة نمتها وما تبقى كنت امنع عنك النوم فيها.
ولكن لا مشكلة، اسعدنا اربعة أطفال مرة واحدة وزارتك أختك.
أعرف قراءة وجهك وأعرف ماذا أردت.
نسيت اخبارك أنني نسيت قطع الفطر المشوي داخل الفرن .. كلها يوم غد .. كل واحدة تشبعت من نظري قطرة وارتخت على يداي قبل مدها للشواء .. كلها وكأنها من ثمرات قلبي.
Jul 8, 2019, 3:57 PM
خلال النوم ليلاً، تزيد شدة دوران الأرض ما يؤدي إلى خروج الأجساد من مدار الأرض والدخول في مدار كوكب آخر موازي. هناك يعيش النائمون أحلاماً، وعند مرور وهج الشمس إلى الأرض تخف شدة الدوران وبتأثير جاذبية الروائح تعود الأجساد إلى امكنتها داخل الكوكب ويستيقظ النائمون مذهولين من رحلة لم يدروا بها، أنا لا أستيقظ لأنام. أعي الدوران وذهاب أفكاري وتشوهها أثناء العبور من جسدي الى الكوكب الرديف ومن الكوكب إلى جسدي
أفكاري حاليا مشوهة وسأشاركها معك، لماذا؟ لا أعرف، وأعتقد أنه نوع من القسوة على نفسي، لأنني سأبني داخل رأسك نتائج وأفكار، ليس بالضرورة أن تكون محببة ويمكن ان تدفعك بعد سنوات للتأفف مني.هذه ليست قصة أو احتمالية لحكاية ما، باختصار باغتتني هذه الليلة أسئلة، كما باغتتني موجة غازات لا أفهم سببها ولن أسئل. أعتقد أنك تحاول أن تسأل نفسك ما الذي أريده بالذات؟ لا أدري.
أحاول البوح بأسئلتي خاوية المعنى والمضمون. لماذا أرسل كل ما أكتب لك؟ لا أعلم أيضاً، في العادة كل ما أكتبه يبقى لي ولكن الحال تغير وأخذت المغامرة موطناً آخر، ومع أنك لا تفهم دائماً ما الذي أحاول قوله ولكن تشعر به، أرسله أو أقرأه.
لا أعرف ما المفيد بالموضوع، فحتى سعادتك به لحظية، تقرأ بسرعة، تستوعب الأفكار، تلتقط جملة او كلمة ويغيب ما تبقى مما كتبت. تخزنه ربما في قرص صلب ويبقى كوثيقة أرشيفية.
أعتقد ان أرشيفاً كهذا سيكون مفيد إن مرت علينا أيام عصيبة أربكتنا، سيقول لك الأرشيف أن ما فكرتُ به كاملاً بحوزتك، لربما يقربك مني أكثر ولكن لا أعرف إن كان سيقربني منك، لأنني أنا من ترسل وتستغرق بالتفاصيل لإحيائنا لغوياً، أي أنني أقترب لاقتراف الشعر والمصائب في آن.
لا مشكلة، سعادتي تأتي على دفعات، الأولى فرحتك اللحظية بما أرسل لك والثانية عندما ستقرأ من جديد أو للمرة الأولى على اعتبار أنه في بعض الأحيان أنت تسمع ولا ترى كلمات النص فانا من تقرأ لك. اسمع أنا لا أتنبأ بالسوء ولكن هذه طبيعتي الليلية، إن استطعنا القول هي أقرب للنكد، والعصبية، والحساسية، ممم وخليط من هذه الطباع، تتلصص داخل مسامي تعبر تحت الجلد وتتمدد في الاوردة وتخرج أحرفاً مع كل نفس. يا إلهي لربما تقول في نفسك أنها طبيعتي النهارية أيضاً. هل أنا نهاراً على هذه الشاكلة؟
لم تقل لي تصبحين على خير، لم أسألك قبلاً لماذا لا تحب أن تقولها لي، ربما تحب، ربما لست معتاد. سؤالي لا يوحي بطلب خاص، على إخبارك أن في ذهني أمر مزعج يؤثر بشكل مباشر على تصرفاتي، لا أحب أن أملي ما أود، أحبه طازجاً نابعاً من قلب محبوبي وإن لم يكن، لا مشكلة، ولكن إن أقدم المحبوب على تنفيذه لأجلي فقط وكأنه تعليمة دماغية عليه تذكرها لإسعادي، فلا أتقبل ولا أستقبل.
أعرف مزعج ولكن حتى الآن عصي علي تغيير هذه الذهنية، لست مرنة دائماً في أمور كهذه، ولكن أعدك سأحاول.
لربما هذا ما يدفعك للتأفف، تأففت اليوم مرتين، لم أكن أحاول تقييدك بشيء أو انتقادك على العكس، كنت أحاول إحاطتك بحب، ولكن بعد التأفف ارتبكت وتوقفت للحظة عن محاولة إحاطتك بأي شيء، لربما تأففتَ ثلاث مرات، الثالثة قبل ساعات، عندما أرسلت لك خبر نسيانك أن تقول لي تصبحي على خير.
بدر سؤال آخر، حينما تنتهي من قضاء وقت خارجاً هل تتذكرني؟ لا مشكلة إن لم تفعل وأنت قابع مع جمهرة من الأصدقاء ولكن أتساءل إن كنت أخطر على بالك بعد الانتهاء، وإن كنت أخطر على بالك، لماذا لا تعبر لي مثلاً؟
يا ترى، من منا يعبر أكثر؟ لا أعرف ولست بصدد المقارنة هنا أبداً، دافع سؤالي هو الفضول. أنت تعبر بالأفعال وتهتم بالأفعال، أنا أعبر بكل ما أستطيعه من قول وفعل وحساسية ومزاجية وأغنيات وغير ذلك، أعتقد أنني ساذجة.
هل ألهمك؟ لماذا لا ألهمك؟ لماذا لا ألهمه؟ سؤال نابع عن فضول أيضاً وربما عن حسرة وهي وجهة نظر أحادية أعرف، ولست أطلب أن ألهم أحداً وسأعاني من صعوبة إن ألهمتك بعد قراءتك لهذا الشيء فسأعتبره كما ذكرت لك، امر صناعي بحت، ولكنك تلهمني. أي شخص يلهمني أي حدث أية رائحة والحب الكبير.. يلهمني، بكل ما فيه بكل ما فيك.
هل تتأفف وأنت تقرا أم تبتسم أم أخذت ما قلت على محمل جد؟ لا تأخذ شيئاً على أي محمل.
أسأل نفسي مرة ثانية، لماذا أنا مصابة بالغازات ولماذا سأرسل لك ما كتبت؟ الأول ليس لي فيه علم وأما الثاني فهي مذكرات شأنها كشأن أي شيء أكتبه، عني وعنا. في إحدى المرات قررت التوقف عن الكتابة لك وعنك والبدء بالكتابة عن أي شيء آخر، كنوع من المواساة ودافع لتجربة جديدة، فانت تلهمني وأنا لا وبدا لي أنني بإنتظار شيء منك ولكن لم تعجبني فكرتي عن موضوع المقابل، لا أريد شيئاً وإن كتبت فليس لأنني أريد ما يقابل المكتوب، لذا قلت سأفعل ما يحلو لي من دون النظر إلى ما أسببه لك من وحي أو ما لا أسببه، اقتنعت بما أخبرت به نفسي وقررت الاستمرار بما أريد فعله بشكل طبيعي إلا أذا أتتني المزاجية،
حينها تتغير أنفاسي فأغير أحكام كهذه وأمتنع عن الكتابة أو أعود للكتابة لك وعنك. آه لحظة أسمع سؤالاً ثانياً يناديني.
هل سأجعلك تتأفف كثيراً وسيؤثر ذلك على ما نود فعله بعد حين؟ طيب من سيبني منزلنا؟ أه، ألن أبني منزلاً في تلك الحالة؟ أين ستكون؟
أبدو طبيعية ولكن لدي سر لك. أنا أبعد ما يكون عن الطبيعية وخاصة في الليل. أصبح أميل للاضطراب وإصابة من حولي بالقلق وهو ليس أمراً جيداً.
لربما هي حساسية مفرطة، ولكن لا يسعني ضبتها، فمثلاً أعرف المنطق وما يجب فعله وكيفية الفعل ولكن عند نقطة البدء أفعل العكس تماماً ولا أدر لماذا.
إضافة إلى ذلك أعرف الأمور الغير مهمة والتي لن تؤثر علي وعلى حبي بشيء فمثلاً ما المشكلة إن لم تقل لي تصبحين على خير وأنت تهتم وتكترث وتحيطني حباً؟
وما المشكلة إن كنت تلهمني ولا ألهمك؟
ولماذا يجب على أن ألهمك، لمجرد أنك فنان واقع في الحب؟
لماذا أكون الملهم، أي فتاة او رجل يمكن أن يكون ملهمك، من غير المنطقي أن أحتكر الامر أو أكون في المقدمة، قرأت مرة أن الإلهام عند بعض الكائنات يتعلق بما يعجز الإنسان عن الحصول عليه، تجربة صعبة، شخص مبعد، علاقة غير مكتملة، حزن مباغت، جمال صادم رغبات دفينة وفقدان وغضب وأشياء صعبة من هذا القبيل.
وأنا يلهمونني ولكن أشد ما يلهمني وأصدقه وأطوله عمراً، الفرح والدهشة والخيال، وأنت خيال، كلما رأيتك ابتعدت عني مقاييس الواقع ووقعت في حلم سررت لأجله وكان دافعي للتعبير، للقول والفعل والغناء ومحاولة تعلم أشياء جديدة أستطيع من خلالها إخبارك والتعبير لك عما أشعر به معك.
حالياً أحاول مجابهة أسئلتي، وفهم أن الكائنات لا داعي لأن تشبهني، ما يلهمني لن يؤثر بأحد ربما وشدة السؤال عن الموضوع تجعلك أبعد عني وأنا أريدك أقرب، لا تفهم حماقتي طلب بشيء، لا أشياء أطلبها ولكن أسئلة تباغتني فأقولها، وليلا أثناء العمل وبعد التحرير والنقل والقول والجدالات السياسية العقيمة، أكون هشة ولا يرى هشاشتي إلاك.
كل ما أفكر فيه ليس مهماً فالمهم أنني أحبك، ولا أرغب أن تكون إلا كما أنت، لا رغبة لي ولا مطلب ولا رجاء، هي أسئلة كثيرة أطوعها وأمرنها وأجد لها إجابات أو أتوقف عن تعاطيها، ولكن لا تساهم في هدم ولا في بناء شيء، هاربة من كوكب آخر أسئلتي، تخصني وحدي وتزعجني وحدي وتؤرقني وحدي وتموت فجأة، أرغب فقط أن أكون حبا لم يحصل ولا يشبه، لأن لا شيء يميزني وأحب أن أكون مميزة في نظرك كما أميزك في نظري وقلبي وعقلي وذاكرتي. هذه ليست قصة هي احتمال ما، ربما سأتوقف عن هذا النوع من الكتابة أو سأتوقف عن مشاركته على الأقل وأعود إلى دفتري الخاص.
لا داعي أن نكون حبا لم يحصل مثله، المهم أنه الحب وفقط.
10/07/2019